القصيدة جائع في الغربة
____________لن تكبر يا مار
كلما وصفتكَ بكبير
ومن الكبار
تصغر أكثر من صغر
ويخجلُ الصغار
بالله عليك يا ميار
لنرفع الأيدي للرب كبير
الكبار
لا أنتَ النجم
ولا شيء يجمعَ الأنجم
بيدكَ
لا بكسرة الخبز
ولا بالدرجة الجامعية
ولا بالحقد الأسود
روح فيكَ
لا تقارق موطنها والغريب
عن نفسه
غريب عن دمه
يا أزمنة النار
ضاع الغريب بالوهم
وماتت جريحة
و غريبة في نفسه
سخرية
من مارة السنين
غربة الغريب
غربة عن دمه
كلما بنى في روحه مخبز
مات جوعا
وغريب ....
دعنّي أعلمكَ معنى كفاح
ومعنى حرية
ولست أستاذ عقيدة
كي ازرع فيكَ
"إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"
كأنك صرخت بوجهي
هل رزقكَ الله ؟
يا أبي الراحل إلى البعيد
لو عدت من جديد
كي ترى الغريب
غريب عن دمه
مار من نفسه
قبل يوصف بالمار
من محطات
و بلا عربات تعود به
من غربة نفسه
يا نار المهجرين في المنفى
لا تبلغ يداي الأنجم
ولا أجمع بكفي شيئا من مطر السنين
فهل تجمعُ أيها الغريب
بكفيكَ كل شيء ؟
فإذا قدرتَ إلا دمي
إلا دمي
إلا دمي .....
أيها الوطن المار
محطات جاثمة ، وليل طويل
وذاكرة بلا صور
الآن
كنا مارة من ابوابكَ
ولم نعلم بأنك مار
من أبواب مخبز
ودرجة جامعية
واستاذة رخص ماتوا جوعا
قبل أن يموت الجوع فيهم
بكل ما مر من سنين
يصرخ الجوع فيهم
سمعتُ عن إنسان يجوع في وطن
ولكنّي لم أسمع عن إنسان يشبع
بلا وطن
يا مهجرين المنفى
يا صغار السنين
يا فخر المارين بلا اسماء
لا عربات في المحطات
تأتي بكم من بعيد
البعيد
الذي فيكم ...
الديوان : لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان.
القصيدة : جائع في الغربة .
للشاعر :
قدري المصلح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق