قصيدة ( إلى أصحابِ الكهف ).....
عصرتُ الآهَ عنقودًا مِنَ العِنَبِ
ككأسِ الرَّاحِ أجرعُها بلا صَخَبِ
زمانُ القهرِ علَّمَني وأدَّبَني
فليس العلمُ مقصورًا على الكُتُبِ
وتلكَ تجاربُ الأيَّامِ تصحبُني
كمكتبةٍ تجودُ بزاخرِ الأَدَبِ
فتحتُ بحائطِ التَّاريخِ نافذةً
أُطِلُّ بها على ما كان للعَرَبِ
رأيتُ القدسَ مرسومًا بخارطتي
ومصرَ بعينِها السُّودانُ كالهُدُبِ
وسوريَّا بها الفرسانُ تحفظُها
مِنَ الأعداءِ لو جاروا على الهِضَبِ
رأيتُ عراقَنا تزهو حضارتُهُ
وليس هناكَ داءُ الهزلِ واللَّعِبِ
رأيتُ الشَّمسَ فوقَ سمائنا سطعت
وتُسدِلُ شعرَها المجدولَ كالذَّهَبِ
وحين نظرتُ نحو مصيرِ أُمَّتِنا
بَدَت للعينِ كثبانٌ مِنَ الكُرَبِ
نغوصُ بها وشمسُ العُربِ آفلةٌ
وحلَّ محلَّها سربٌ مِنَ الشُّهُبِ
على أرضِ العروبةِ كان وابلُهُ
فهل نرضى بأنْ نحيا على اللَّهَبِ؟!
دماءُ الحُرِّ لا ترضى بمَظْلَمَةٍ
وتُشعلُها رياحُ الظُّلمِ بالغَضَبِ
أفيقوا مِنْ سُباتٍ لا يُفارقُكم
فقد فُقْتُم صحابَ الكهفِ في العَجَبِ
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق