( أحببتُ أَسري )
يارِقَّةً تَنسابُ في أَحنائي
ورَهافَةً مَسَحَت غُبارَ عَنائِيْ
وَسَعادَةً هَطَلَت عَلَيَّ فَأَوْرَقَت
أَغصانُ آمَالِيْ وَطابَ غِنائِيْ
مِنْ أَيِّ دُنيا أَنْتِ يابِنْتَ الرُّؤى؟
أَطَلَعتِ لِيْ مِن عَالَمِ الإِيْحاءِ؟
أَم قَد هَبَطتِ مِنَ السَّماءِ مَلِيكَةً
بَعَثَت مُنايَ وَلَمْلَمَت أَشْلائِيْ؟
بِالأَمسِ كُنتُ على طُلولِ مَطامِحي
أَرثِيْ... وَتاهَ الحُبُّ في بَيدائي
وَتَغَرَّبَ القَلْبُ اليَتِيْمُ بِأَضْلُعِيْ
حَتى غَدا وَهْمَاً مِنَ الأَحياءِ
ماذا بَعَثتِ بِخاطِرِيْ وَمَشاعِرِيْ
بَعدَ الشُّرودِ وَهَدأَةِ الأَنْواءِ؟
ياعَذْبَةَ البَسَماتِ أَشرَقَ طالِعِيْ
مِنْ مُقلَتَيْكِ وَعُدتُ لِلأَضْواءِ
الغابُ في عَيْنَيكِ مَهدُ قَصِيْدَةٍ
نُظِمَت بِلا حَرفٍ ولا شُعَراءِ
والشَّعرُ شَلَّالٍ تَحَدَّرَ مِنْ عَلٍ
فَأَعادَ لِيْ شَوقِيْ إِلى العَلْيَاءِ
وَأَشَدُّ ما يَجْتاحُني قَلْبٌ هَفَا
نَحوِي بِلا زَيْفٍ ولا إِغْراءِ
وَأَحَسَّ مابِيْ مِنْ جِراحاتٍ خَبَت
وأثارَ حُلْمَاً غَاصَ في أَعبَائِيْ
يانَجمَةً بَزَغَت بِأُفْقِ رَغائِبْي
حَتَّى غَدَت فَجْرَاً مِنَ الآلاءِ
هُبِّيْ عَلَيَّ نَسائِماً وَحَمائِماً
وَأَحِيطِيْ بِيْ كَالرَّوضَةِ الغَنَّاءِ
أَحبَبْتُ أَسرِيْ في هَواكِ وَطالَمَا
غَنَّيْتُ لِلحُرِّيَّةِ الحَمْراءِ
شِعر ؛ زِياد الجَزائِرِي
نُشِرَت في مجلة الكويت عام٩٢م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق