أذكرك
ذكرتك عند الفجر والضوء قد لاح
ذكرتك عندما صفق الديك وصاح
ونادى المؤذن حي على الفلاح
وأذكرك كل صباح
فأناجي الرب داعيا
أن تكوني كشجرة التفاح
مزهرة أزهارها تسر الناظرين
وثمارها محمرة عطرها فواح
ذكرتك في المساء
عندما غادرت الشمس السماء
وطلبت من الرب
أن تكوني حديقة غناء
و أن يبعد عنك كل داء
يا سمراء يا سيدة النساء
و أن يكون كلامك ترياق وشفاء
يضمد جراح البؤساء
ذكرتك وأذكرك صباحا مساء
ذكرتك عند نزول المطر
وسألت الله أن يبعد عنك كل خطر
ويحميك من نظرة الحاسدين
ومن أعين البشر
أذكرك كل يوم
عندما تهدأ العواصف
وتنقشع الغيوم
أذكرك كل ليلة
عندما تلألأ في سمائها النجوم
فأناجيها ...هل البعد سيدوم؟
أنا دوما أعيش على ذكراك
مهما طالت المسافات
و تتالت السنوات
أصبر الروح بالآهات
وأسليها بأجمل الذكريات
و أقدم كل يوم وعودا
أن الماضي سيعود
و أن الأفضل آت
حبيبتي وإن جف الحبر
سأنثر لك أرق الكلمات
على أجنحة الطير
أكتبها بماء البحر
و أرسلها مع السفن الزاحفات
بالصبر أقاوم شوقي
وبالألام أخفي دمعي
وبين ضلوعي أدفن عشقي
و لا أبوح لأحد
كتبتها بدمي في كل شراييني
سأحبك إلى الأبد
من المهد إلى اللحد
محمد العويني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق