الأربعاء، 31 مارس 2021

( بقايا إنسان 2014) ـــــــــــــــــــــــــــــ حسين الدسوقي

 [ قصيدة : بـقـايـا إنـسـان ٢٠١٤ ]

__________________________
بِمَاذَا أُخْبِرُكِ الآنَ
أَصْبَحْتُ بَقَايَا إنْسَانْ
أَضْنَانِي الحَاضِرُ ذَا المَاضِي
مت عَلَى مَرِّ الأَزْمَانْ
هَلْ أَرْحَلُ عَنْكِ أَتَنَازَلُ؟
أَأُلَبَي نِدَاءَ الطُغْيَانْ؟
أمْ أُغْرِقُ أَحْلَامِي بِالنِيلِ؟
أَوْ أَرْفَعُ رَايَاتِ النِسْيَانْ؟
أَأُقَاطِعُ أُمِّي العَرَبِّيةَ؟
أَمْ أَصِلُ الرَحِمَ بِإحْسَانْ؟
مازلت اعيش بجهلي
الجهل أساس الأركان
لَا تَنْتَظِرِينِي أَنْ آتِي
لَكِ فَوقَ جِمَالِ النُعْمَانْ
لَا تَحْتَسِبِينِي عَنْتَرةَ
يُغْرِقُنِي العِشْقُ الوَلْهَانْ
إِنْ كَانَتْ عَبْلَةُ زَاخِرَةً
تَمْتَلَئُ يَاقُوتَ بِمُرْجَانْ
فَالقَلْبُ لَدَيَّ مُنْكِرُهَا
لَا يَسْمَعُ أَجْرَاسَ وأَذَانْ
فَارتَحِلِي عَنِّي إِذَا شِئْتِ
ذُوقِي مِثْلِي الحِرْمَانْ
لَا يَجْزَعُ قَلْبِي فِي يَوْمٍ
إِنْ خَاضَ بُحُورَ الخِذْلَانْ
لَا تَبْكِي عَينِي عَلَى حُلْمٍ
إِنْ جَاءَ الجِدُّ بِخُسْرَانْ
لَا تَنْتَظِرِينِي أَنْ أَكْتُبَ
شِعْراً فيِكِ بإتْقَانْ
إِنْ مَدَحَكِ قَلَمِي فِي يَومٍ
هَذَا فَبِإذْنِ الرَحْمَنْ
لَا تَتَرَجِّينِي أَنْ أَبْقَى
فَالقَلْبُ لَدَيّكِ صُوَانْ
وَالحُبُّ بِقَلْبِي مَزْرُوعٌ
أَجْمَلُ نَخْلٍ صِنْوَانْ
لَنْ أُنْصِتَ يَومَاً إِلَى هَوَى
مِنْ رِجْزِ الشَيطَانْ
لَنْ أَقْبَلَ فِي يَوْمٍ
مِنْ عُمْرِي بِذُلٍ وَهَوَانْ
لَا يُوجَدُ دِينٌ عَلَى أَرْضِي
يَسْمَحُ بِإهَانِةِ الإِنْسَانْ
فَلْيَسْقُطْ كُلُ مُلُوكِ الأَرْضِ
وَليَحْكُمْ فِينَا القُرآنْ
يَا بِلَادِي الظُلْمُ تَفَجَّرَ
بِفُؤَادِي مِثْلَ البُرْكَانْ
لَمْ يَهْدَأْ قَلْبِي وَلَمْ يَرْسُ
عَلَى شَطٍّ مُنْذُ العُدْوَانْ
قَدْ مِتُّ يَا أَوطَانِي قَهْرًا
وَأَعِيشُ كَرِيحٍ وَطُوفَانْ
أَلْزَمَنِي قَانُونِي أَنْ أَصْمُتَ
أَنْ أُخْرِسَ أَفْوَاهَ الشُجْعَانْ
دَمَّرَنِي تَارِيخِي وَأنَا طِفْلٌ
عَيَّشَنِي بِلَا حُلْمٍ وَكَيَانْ
عَلَّمَنِي أَنْ أُكْرِمَ إِخْوَانِي
إِعْتَقَلُونِي بِاسْمِ الإِخْوَانْ
قَتَلُونِي كَمْدًا فِي وَطَنِي
فَسَالَ الدَمُّ كَفَيَضَانْ
عَلَّمَنِي جَهْلاً أرْدَانِي
فَمَا زٍلْتُ لِيَومِي أُهَانْ
جَهَّلَنِي تَارِيخِي وَبُلْدَاِني
حَفَّظَنِي تَارِيخَ البُلْدَانْ
لَا أَعْلَمُ أِنْ كَانَتْ أُمِّي
مِلْكَ أَبِي جَهْلٍ أَمْ أَبِي سُفْيَانْ
لَا أَعْلَمُ أِنْ كَانَتْ أَرْضِي
مَنْبَعَ كُفْرٍ أَمْ إِيمَانْ
لَا أَدْرِي هَلْ أَنَا زَبُورٌ أَمْ
تَورَاةُ أَمْ إِنْجِيلٌ أَمْ فُرْقَانْ
فَكِلَابُ الصُهيُونِ احتَلُّونِي
جَعَلُونِي عَبِيدَ الأَوثَانْ
لَا أَعْلَمُ إِلَى مَتَى سَيَظَلُّ
العَرَبِّيُ ذَلِيلًا وَيُهَانْ
لَا أَعْلَمُ مَتَى سَيُحَرِّرُ
أَرْضِي المَلِكُ سُلَيمَانْ
مَا عُدْتُ أَتَحَمَّلُ ظُلْمِي
إِنْ كَانَ مِنْ إَنْسٍ أَوْ جَانْ
لَمْ أَعْلَمْ أَنِّي قَدْ أُرْدَى
وَيُحَرَّمُ دَفْنُ الجُثْمَانْ
لَمْ أَعْلَمْ أَنِّي قَدْ أُهْدَى
بِرَصَاصِ الغَرْبِ لِكّفَّانْ
يَا بِلَادِي لَمْ أَمْلُكْ فِيكِ
ثَمَنَ اللَّحْدِ أَوْ الأَكْفَانْ
لَمْ أَمْلُكْ سِوَى أَنْ أَسْطُرَ
شِعْراً مَمْزُوجًا بِالأَلْحَانْ
وَأُطَبِّلُ وَأُهَلِّلُ وَأُغَنِّي
بِصَوتِ الكَرَوَانِ والغِرْبَانْ
أَجْسَادُ عُرُوبَتِنَا تَتَقَطَّعُ
وَتُبَاعُ لِصُهْيُونَ عَيَانْ
وَقَلِيلٌ مِنْهُمْ مَنْ يَدْفَعُ
وَشَرُونَا بِبَخْسِ الأَثْمَانْ
مَنْ يَشْرِي الوَطَنَ بِلَا ثَمَنٍ
لَا يَبْحَثُ عَنْ هَدْيِ الأَدْيَانْ
مَنْ يَقْتُلْ أَوْ يَسْفِكْ دَمًّا
لَنْ يَبْحَثَ مَأوَى بِأَوْطَانْ
يَا أَرْضِي كَفَاكِ أُغْرِقْتِ
بِمَرْكِبِ نُوحٍ الفُرْسَانْ
أُغْرِقْتْ الصَحْرَاءُ بِدَمِّى
تَشْهَدُنِي سَيْنَاءُ الآنْ
سَأَظَّلُ أَعِيشُ بِأَوْطَانِي
بَينَ الآهَةِ وَالكِتْمَانْ
سَأَمْوتْ بِأَوطَانِي مُغْتَرِبًا
ضَاعَ الاسْمُ مَعَ العُنْوَانْ
فَلِمَاذَا الآنَ يَا وَطَنِي
مِنِّي حَزِينًا غَضْبَانْ
إِنْ لَمَّ الأَذَى بِجَنَاحِكَ
فَبِذَاكَ مُنِعْتُ الطَيَرَانْ
فَلتُرْفَعْ أَعْلَامُ الحُرِّيَةِ
فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانْ
وَلِتَشْهَدْي أُمِّي العَرَبِيّةُ
أَنِّي أَسِيرُ الطُغْيَانْ
فَبِمَاذَا أُخْبَرُكِ الآنَ
أَصْبَحْتُ بَقَايَا إَنْسَانْ
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص مفاده '‏قصيدة بقايا انسا انسان حسین الدسوقي‏'‏‏
٢
٨ تعليقات
٥١ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  فوازير رمضان (١٠) لعام 25 ( رمضان يجمعنا ) شخصيات مؤثره فينا شوفناها أو ماشافتها عنينا لكنها طيور طاايره حوالينا (قولي مين شخصية اليوم) (م...